التربية الثقافية للأولاد
من أهم ما ينبغي أن يهتم به الوالد تربية ابنه تربية ثقافية، وعدم إهمال هذا الجانب أو نسيانه، لأن العالم المعاصر يحتاج ذوي الثقافات الخاصة والعالية، والثقافة هي مجموعة "العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، والحقيقة أن العصر الذي نعيشه يتسم بأنواع كثيرة من الثقافات، ذكرنا بعضها، ونحن نركز هنا على الأوعية الثقافية للطفل ودورها في تنمية ثقافته وتوعيته، ونستطيع أن نجمل أهم هذه الأوعية في أربعة:
وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ فِينَا عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ |
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ((ورجل قلبه معلق بالمساجد))[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فالرجل الذي يعتاد الذهاب إلى المسجد مشهود له بالإيمان، وما أجمل أن يتعلق قلب الصبي وعقله بالمسجد والأذان، فحين يسمعه ما يلبث إلا أن يلبي داعي الله، وربما كان هذا سببًا للأذان في أذن المولود حين يولد، حتى يكون أول ما يسمعه الأذان حتى يطرد الشيطان عنه، وذلك لأن الشيطان إذا سمع الأذان ولى وله ضراط [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
[/center]
د - تعود الطفل ارتياد المسجد سوف يدفعه إلى البعد عن أصدقاء السوء، والبعد عن مواطن الشبهات، وعن اقتراف المُحرَّمات، والبعد عن الانحراف بكل وسائله، ومصاحبة الأخيار والصالحين ومن ينفعه في الدنيا والدين.
3 - دور الحضانة والمدرسة:
ومن أهم الوسائل لتربية الطفل ثقافيًّا وعلميًّا دور الحضانة والمدرسة، وينضم إليهما ما يسمى بالكتاتيب، فهي لا زالت موجودة في بعض القرى، ويجب على الوالد أن يحسن اختيار دار الحضانة التي يودع فيها ابنه، وأقصد هنا الحضانة التعليمية التثقيفية، وليس حضانة الرضع والصغار دون سن الرابعة، والطفل في سن الحضانة يحب جدًّا المعلمة ويتخذها قدوة، وهي عنده بمنزلة الأم خصوصًا إذا كانت عطوفة عليه، وتقوم بواجب رعايته بأمانة، ومن ثم فهي تؤثر في شخصيته بدرجة كبيرة، وكلما كانت المعلمة قدوة حسنة، وملتزمة بأخلاق الإسلام وآدابه وتعاليمه، كلما خرج الطفل وتعلم بطريقة أفضل، وكلما كانت المعلمة ذات ثقافة وعلم كلما كانت أكثر قدرة على بث الآداب والفضائل في الأولاد، وأشد تأثيرًا فيهم.
فتعليم الأطفال يحتاج إلى دراسة واعية وإلى خبرة وعلم، وقد افتتحت في كثير من كليات التربية أقسام للطفولة، لتخرج معلمات لدور الحضانة يكن على درجة كبيرة من الثقافة والعلم بطبيعة تلك المرحلة، وسُبُل التعامل مع الأطفال الصغار.
ولا بأس إن كان الوالد يقدر أن يجلب لولده معلمًا يعلمه القرآن، والآداب، والفضائل في المنزل، وهكذا كان يفعل قديمًا الأمراء والخلفاء والأعيان، وكل من لديهم مقدرة مالية على ذلك، وقد جلب عتبة بن أبي سفيان لأولاده معلمًا، وكان مما أوصاه به:
"ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بنيَّ إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت، وعَلِّمْهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روهم من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم".
ويروى أنَّ المفضل بن زيد رأى مرةً ابن امرأة من الأعراب فأعجبه، فسألها عن حاله فقالت: "إذا أتم خمس سنين أسلمته إلى المُؤدب، فحفظ القرآن فتلاه، وعلمه الشعر فرواه، ورغب في مفاخر قومه، ولقن مآثر آباءه وأجداده، فلما بلغ الحلم حملته على أعناق الخيل، فتمرس وتفرس، ولبس السلاح، ومشى بين بيوت الحي، وأصغى إلى صوت الصَّارخ"، نعم صدق من قال:
قَدْ يَنْفَعُ الأَدَبُ الأَوْلاَدَ فِي صِغَرٍ وَلَيْسَ يَنْفَعُهُمْ مِنْ بَعْدِهِ أَدَبُ إِنَّ الغُصُونَ إِذَا عَدَّلْتَهَا اعْتَدَلَتْ وَلاَ يَلِينُ وَلَوْ لَيَّنْتَهُ الخَشَبُ |
وعندما يكبر الطفل قليلاً ليلتحق بالمدرسة، تصبح المدرسة من أكبر العوامل المؤثرة في ثقافته، وذلك لأن الوقت الذي يمكثه في المدرسة كبير نسبيًّا بالمقارنة بالوقت الذي يقضيه في المنزل إذا ما حذفنا وقت النوم، كما يؤثر المدرسون في الطفل بدرجة كبيرة، فهو يعتبرهم قدوته ومثله الأعلى، ومنهم يستمد القيم والمعتقدات والمفاهيم، وعلى الوالد أن يدفع بولده إلى مدرسة ذات سُمْعة طيبة حسنة، ومدرسين متميزين، وعليه أن يشجع الولد على الاشتراك في الأنشطة المدرسية، وفي الجماعات المدرسية، لا سيما جماعة المكتبة والجماعات العلمية الأخرى، وجماعة الإذاعة المدرسية.
4- وسائل أخرى:
وهناك عدد من الوسائل الأخرى التي تنمي ثقافة الطفل وفكره، ومن هذه الوسائل تكوين مكتبة للطفل في المنزل، هذه المكتبة ينبغي أن تحتوي على كتب تناسب أعمار الأطفال المختلفة، فتحتوي مثلاً على كتب قصص للأطفال من قصص القرآن، وقصص الأبطال والمجاهدين، وكتب السيرة النبوية للأطفال، وقصص الأنبياء للأطفال، وكتب تتناول جانب العقيدة بأسلوب مبسط، وكتب أخرى علمية وأدبية وتاريخيه... إلخ.
وهذه المكتبة تدفع الطفل نحو القراءة، والقراءة من أهم ما يجب أن يحبه الطفل، لأنه ومع تقدم وسائل نقل المعلومات بدرجة مذهلة، إلا أن الكتاب يبقى الوسائل الأساسية في توضيح الفكرة، وشرح النظرية وخلافه، والطفل الغير قارئ هو طفل غير مثقف.
ويمكن أن نجعل الطفل يحب القراءة عن طريق مشاركته في قراءة قصة ما من القصص، فيمكن أن تجلس الأم فتقرأ للطفل القصة بصوت عالٍ، ثم تعطيه ليكمل هو قراءتها، ويجب أن نقرأ للأطفال الأنواع المعينة من القصص التي يحبونها أو يفضلونها فشيئًا فشيئًا يحب الطفل القراءة، ثم لا نجد بعد ذلك عناء في توجيهه الوجهة الصحيحة حيثما نريد، ونعرض عليه المجلات المتخصصة.
كما أن "علينا ألا نتعجل في أن يستخدم الطفل الكمبيوتر قبل أن نتأكد من أنه يقرأ ويحب القراءة، فالطفل القارئ بشكل جيد يتعلم استخدام الكمبيوتر بسرعة، أما ضعيف القراءة فلن يستطيع تعلم ذلك بسرعة وكفاءة، عندها سيمل بسرعة ويقضي معظم الوقت في اللعب على الكمبيوتر بدلاً من استخدامه في أمور تفيده" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
ومن الوسائل التي تنمي ثقافة الطفل أيضًا أن يشترك في المكتبة العامة، ويصبح زائرًا معتادًا لها، وأيضًا قراءة بعض المجلات المحترمة ومراسلتها، فإنَّ ذلك يدعوه إلى الاطلاع الدائم، كما أن الكتابة تُنمِّي مَلَكَات الطفل، ومما يساعد الطفل أيضًا على تنمية ثقافته الزيارات الميدانية والرحلات الاستكشافية، فبها يتعرف الطفل على طبيعة بلده، وعلى موارده، فتنمو عقلية الطفل، ويفكر بطريقة أفضل، ويدعوه ذلك إلى الاطلاع والقراءة حول ما تعرض له في تلك الحالات.
ومن الوسائل الثقافية أيضًا للطفل الأفلام العلميَّة، والتي يمكن عرضها عن طريق الفيديو أو [CD] على الكمبيوتر، فيمكنه أن يرى الأجرام السماويَّة، والمجرات والكواكب والنجوم، ونحو ذلك، وما وراء البحار، وعالم الحيوان، والحشرات وغيره، وكل ذلك يعطي للطفل خلفية ثقافية كبيرة، ويسبب للطفل متعة نفسيَّة، ويساعد في توصيل المعلومات للطفل بطريقة أسرع وأبسط وأيسر، فالوسائل العلميَّة ووسائل الإيضاح المختلفة مما يفرد له البحث في الآونة الأخيرة، وأصبحت علمًا من العلوم المستقلة، ويقاس مدى تقدم الناحية العلميَّة من مكان لآخر بالقدرة على استخدام الوسائل التعليمية بطريقة جيدة، وتطوير طريقة الشرح والتقويم.
ولقد عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا المنهج وتلك الطريقة، فكان يستخدم الرسم كوسيلة لتوضيح المعنى، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: ((خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطًّا مربعًا، وخط خطًّا خارجًا منه، وخط خطوطًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، وهذا الذي خارج أمله، وهذه الخطوط الصغار والأعراض هي الحوادث والنوائب المفاجئة، فإن أخطأ هذا نهشه هذا، وإن أخطأ هذا نهشه هذا، وإن أخطأه كلها أصابه الهرم)) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
----------------------------------------------
---------------------------------------------
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] "المعجم الوسيط" (1/ 98).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رواه البخاري.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حديث حمل النبي - صلى الله عليه وسلم - أمامة ابنة زينب - رضي الله عنها - في البخاري ومسلم، وقد أفرد له مسلم بابا سماه "جواز حمل الصبيان في الصلاة" في كتاب المساجد ومواضع الصلاة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رواه البخاري ومسلم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الحديث رواه البخاري ومسلم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وفي الحديث الصحيح: ((إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، حتى لا يسمع التأذين))؛ رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] "كيف تجعل طفلك يحب القراءة" إبراهيم الغمري، دار ابن حزم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رواه البخاري.
-----------------------------------------------------------------------------
مقالات ذات صلة
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] </A>
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عدل سابقا من قبل *** الباســـل*** في الأربعاء فبراير 17, 2010 9:07 am عدل 1 مرات
الجمعة نوفمبر 04, 2016 2:56 am من طرف الشريف
» برنامج استخراج الصور من مقاطع الفيديو والأفلام والجوالات لاتفوته
الأحد أكتوبر 11, 2015 6:51 pm من طرف xman
» درس الملمس للمرحلة الابتدائية
الإثنين فبراير 17, 2014 3:06 am من طرف eimt2003
» أدوار قائد فريق العمل الناجح ..... د. احمد شلتوت – الخبير الإقليمي للتدريب والتنمية – Dr. Ahmed Shaltout
الأحد سبتمبر 15, 2013 5:41 am من طرف الشريف
» القائد المذهل ..... د. احمد شلتوت – الخبير الإقليمي للتدريب والتنمية – Dr. Ahmed Shaltout
الأحد سبتمبر 15, 2013 5:33 am من طرف الشريف
» لعبة الحروب الاستراتيجية Rise Of Nations: Thrones And Patriots برابط واحد صاروخي
الجمعة ديسمبر 28, 2012 7:43 am من طرف ahmedsomaa
» حالة الطقس غدا السبت الموافق 3/1/1434هجري
الجمعة نوفمبر 16, 2012 7:10 pm من طرف الباسل
» شرح و تحميل برنامج sony vegas pro 9 برابط مباشر
الخميس نوفمبر 01, 2012 4:24 am من طرف احساس طيف
» وداعاً للشعر الأبيض في كامل الجسم للرجال والنساء ( الشيب )
الجمعة أكتوبر 12, 2012 1:38 am من طرف الباسل